احمد محمود محمد عبدالكريم .. وشهرته ( احمد عبد الكريم ) .. صديق شخصي لي .. واحد الشباب الذين سافروا يوم 8 سبتمبر لعمل Interview في إحدي المحطات الفضائيه التي استدعته بعد الثوره لما لديه من ثقافه وأفكار لتقديم برامج تليفزيونيه وإ ذاعيه كثيراً ماتناقشنا فيها سويا .. احمد ايضاً شاعراً ثوريا يتميز آداءه بالثوره علي الكلمات .. وحب الثوره دائماً ضد الظلم .. وكثيراً ماخرج في مسيرات في يناير الماضي في اسيوط والتي لولاها ماكنا خرجنا أنا واصدقائي الناشطين الذين تم إعتقالهم يوم 26 يناير الماضي ..
ومصادفة .. تم القبض عليه يوم 9 سبتمبر الماضي وإليكم القصه كما رواها علي لسان والديه الذين ذهبوا لزيارته بعد ان تم القبض عليه وإحالته إلي محكمة امن الدوله العليا والحكم عليه بخمسة عشرة يوماً علي ذمة التحقيق ..
( انا كنت واقف علي الكوبري منتظر واحد صاحبي ولقيت واحد متصاب فكنا بنشيله على جنب وكان قدامنا ظابط وعسكري بس كانوا لابسين مدنى بس فى مسافة بعيدة شوية
لا حظت وانا واقف إن كان هينزل عليهم طوب من فوقيهم فبشاورلهم بأيدي عشان الطوب ميجيش عليهم وبقولوهم حاسب خدو جنب عشان الطوب
بعد كدا غالبا الظابط مسمعنيش ففكرنى بزعق فيهم عشان أصابوا إلى إحنا كنا بنشيله فضايق جدا وضرب عليا بالنار في نفس الوقت اللي قال لعساكره هاتولي ابن **** ومسمحليش حتي افهمو انا كنت بقول ايه
انا مش عارف انا عايش ازاي لحد دلوقتى .انا الرصاص كان بيعدي جنب كتفي ومن فوقي
وبعدين اتجمع عليا حوالى 20 أو 25 عسكري وضربوني ضرب مووت في كل جزء في جسمي وبعدين جروني للعربيه (البوكس) وهما بردو مستمرين في ضربي والمسافه كانت كبيره جدا غير ان كل واحد في السكه تبعهم كان بيساعدهم في ضربي (زي مايكون 25 عسكري مش كفايه لمووت احمد مع العلم ان احمد كان عنده حمى يعني حتى المقاومه هتبقي قليله)
وبعدين سرقونى وخدو فلوسى وموبايلي ونظارتى وكل حاجه كانت معايا وخدونى علي القسم ولفقولي تهم كتير
بعد كدا إتصورنا بعد الضرب صور غريبه جدا عشان يخلو شكلنا شكل مجرمين فعلا والناس تنسانا وتفتكرنا بلطجيه
وبعدين اتحولت لسجن طره واتعاملت معامله المجرمين حلقولي شعري زيرو ولبسوني لبس المساجين وحطونى في زنزانه مع 13 واحد مبنخرجش منها خالص بس والله انا الحمد لله متماسك جد غير وبنقرا قران وبنصلي جماعه وبندعي ربنا يفك كربنا (والواضح إن مش احمد بس المظلوم لأن والد احمد بيقول لما دخل يقابل احمد كان كل المعتقلين واهلهم في غرفه صغيره معاهم وجد شاب صغير معملش برده حاجه بس للأسف مش متماسك زى احمد واول ما شاف اهله انهار في البكاء واهله مش عارفين يسكتوه فوالد احمد قاله. "اسكت متبكيش انتو رجاله ومظلومين وربنا كبير ومش هيسيبكو)
وده اللي حكاه احمد.
والغريب في الأمر إن كل اللي بيتقبض عليهم بعد الثوره هما الناشطين والمثقفين .. الناس اللي بتحارب الظلم والفساد وبتنادي بسلمية المظاهرات .. اعتقد إن احمد لوكان بلطجي كان عمل اي شئ يدل علي إنه بلطجي أثناء المسيرات التي شارك فيها بأسيوط او التي شارك فيها في القاهره من بدء الثوره حتي الآن ..
المهم .. احساسي بيقولي ان في مخطط كبير عامله المجلس العسكري وحاشيته لإجهاض الثوره اللي قام بيها الشباب وشارك فيها جميع فئات الشعب .. واللي راح ضحيتها مئات الشهداء ولسه بيروح ..
بصراحه كده المجلس العسكري اخطاؤه كترت قوي وهيصفي الثوره حته حته .. طب واحناهنفضل ساكتين كده ومسلمين بكلام الناس اللي بتقول انه حامي حمي الثوره ,, علي فكره مفيش عسكر بيحمي ثورات .. اللي بيحمي الثورات الثوار .. اناعمري ماهنسي حكاية الست العجوزه اللي كانت بتجيب الخيط والابره التريكوه وتقعد علي كرسي (تغزل التريكوه ) وهي بتتفرج علي الإعدامات في الثوره الفرنسيه .. هي دي الثورات .. مش مستنيين من مجلس عسكري بقيادات عسكريه هيعملنا ده .. الحكم للشعب ..هو البدايه والنهايه .. ويوم ما الشعب هيقوم محدش هيقدر يقف في طريقه ..
القضيه مش قضية احمد عبد الكريم وبس .. ومش قضية لا للمحاكمات العسكريه للمدنيين القضيه قضية ثوره حقيقيه .. واحنا بقي .. يانسمع للسان الثوره .. يانستسلم ونطاطي للعسكر ..
طارق المصري
(كائن حي)
